الحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين نزلا.. ويسرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها.
فلم يتخذ سواهم شغلا.. وسهل لهم طرقها.. فسلكوا السبيل الموصلة إليها ذللا..
وكمل خالدين فيها ابدا..
الحمد لله فاطر السموات و الأرض وجاعل الملائكة رسلا.. وباعث الرسل مبشرين ومنذرين..لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل..
الحمد لله الذي رضي لعباده اليسير من العمل وتجاوز لهم عن كثير من الزلل.. ففاض عليهم النعمة وكتب على نفسه الرحمة
وضمن الكتاب الذي كتبه ان رحمته سبقت غضبه ..
واشهد ان لا اله الا الله وحدة لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله
صلى الله عليه ومن سار على نهجه واقتفى اثره إلى يوم الدين
اما بعد ايها الاخوة الكرام..
فان الله سبحانه وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى.. وانما خلقهم لامر عظيم وهيئم لامر جسيم .. عرض على السماوات والأرض والجبال فأبين وأشفقن منه إشفاقا ووجلا حمله الإنسان انه كان ظلوما جهولا ..
والعجب كل العجب.. من غفلة من و لحظاته معدودة عليه.. وكل نفس من انفاسه إذا خرح لم يرجع إليه. وانما يتبين سفهه المفرط يوم الحسرة والندامة..إذا حشر المتقون إلى الرحمن وفدا.. وسيق المجرمون الجنهم وردا..
فالاولون في روضات الجنات يتنعمون وفي اسرتها يجلسون..
وعلى بطائنها يتكئون والاخرون في اودية جهنم يصطلون جزاء بما كانوا يعملون
ومن هنا اشتاقت نفوس الصالحين للجنة ..
حتى قدموا في سبيل الوصول إليها كل مايملكون..هجروا لذيذ النم والرقاد .. بكوا في الرقاد..
وصاموا النهار وجاهدوا الكفار فالله كم من صالح وصالحة اشتاقت إليهم الجنة كم اشتاقوا هم لهامن حسن اعمالهم وطيب اخبارهم ولذة مناجاتهم ..
وكان لكل واحد منهم ولكل واحدة منهن مع الله جل جلاله أخبار و أسرار ..
لم يطلعوا عليها اغيره ابدا.. جعلوها بين ايديهم عنده عددا
لا يطلبون جزاؤهم الا منه فطريقهم إليهم ومعولهم عليه ومئالهم يكون بين يديه
فلا اله الا الله.. كم بكت عيون في الدنيا خوفا من الحرمان إلى النظر إلى وجه الله الكريم.. وكم تقطعت اكباد شوقا إلى لقاء الله جل جلاله.. فهو سبحانه اعظم من سجدت الوجه لعظمته .. وبكت العيون حياء لمراقبته.. وتقطعت الاكباد شوقا إلى لقائه ورؤيته..
المشتاقون إلى الجنة ..لهم مع ربه أخبار و أسرار..
فاليكم شيئا من اخبارهم وطرفا من اسرارهم ..